في الوقت الذي تشهد فيه الاسواق في الوسط العربي من ركود اقتصادي مقلق عشية عيد الاضحى المبارك، فان الاسواق في مدينة جنين تزدهر بعد فتح المعبر والسماح للسيارات بالدخول للمدينة. مراسل موقع "فرفش" قام بجولة في الشمال ولاحظ الركود الاقتصادي وسمع تذمر اصحاب المحال التجارية من الوضع الذي كما قالت احدى صاحبات المحلات التجارية لا يطاق . أما في جنين فالحديث يدور عن ارتفاع ملحوظ في الحركة التجارية وان اصحاب المحلات التجارية يؤكدون أن نسبة البيع ارتفعت اكثر من 50% منذ فتح المعبر ودخول العرب من البلاد الى جنين.
عشية عيد الاضحى المبارك : جنين تنتعش وفي الشمال ركود !
أصحاب المحلات التجارية يتذمرون
أصحاب المحلات التجارية يتذمرون بسبب النقص الحاد في المشتريات هذا العام وذلك يعود لعدة أسباب ، كما تقول السيدة انتصار خطيب صاحبة دكان العلا للأحذية في كفر كنا منها الاوضاع الاقتصادية في البلاد إضافة إلى غياب السلطات المحلية التي تتقاعص عن تنظيم الحركة التجارية في كل قرية: "بودي ان أوضح ان هناك قلة وعي لدى المشتري المحلي الذي يسافر الى خارج البلدة للشراء من المجمعات التجارية وحتى الى خارج البلاد لانهم يعتقدون ان الأسعار هناك ارخص من الداخل مع العلم ان الأسعار هنا تشابه إلى حد ما أسعار مناطق السلطة ".
وأضافت الى ان الكثيرين يسافرون الى جنين ونابلس لدعم الاقتصاد هناك مع العلم اننا بحاجة الى هذا الدعم لاننا لا نتلقى أي دعم من أي جهة في العالم ونعتاش من خلال الاكتفاء الذاتي المحلي ، كما وأكدت أن الوضع الاقتصادي الصعب وفتح مناطق السلطة أمام العرب من الداخل سيزيد الاوضاع اكثر صعوبة " لقد وصلنا الى وضع لم نعد نقدر على دفع أجور المحلات وكل هذا يعود الى مخطط مدروس من أجل القضاء على الاقتصاد المحلي . اما مجد عاقلة من الرينة يقول ان الوضع مستقر نسبيا ، لكن الوضع ليس بالمثالي ، كما وأضاف :"نأمل ان يتحسن الوضع في الأيام القادمة كما ان الحركة تبدأ بالنشاط في ساعات ما بعد الظهر.".
ونشرت وكالة الانباء الفلسطينية وفا تقريراّ تحت عنوان "فلسطينيو 48 ينعشون سوق جنين " جاء فيه ان أسواق مدينة جنين تشهد حركة نشطة، عشية عيد الأضحى المبارك، الذي سيكون أول أيامه يوم الجمعة المقبلة. ما زاد هذا العيد بهجة والأسواق ازدحاما والمحلات التجارية إقبالا، مع دخول المئات من فلسطينيي الـ1948 إلى المدينة، للتسوق أو لزيارة الأحبة، والإنفراج الكبير عقب مرور تسع سنوات من الإجراءات الإسرائيلية المشددة ضد المحافظات الفلسطينية ومنع دخول العمال إلى داخل الخط الأخضر، ما أدى بالتالي إلى ارتفاع نسبة البطالة.
فبعد جهود بذلتها مؤسسات السلطة الوطنية ومحافظة جنين والغرفة التجارية واللجنة الرباعية للضغط على الجانب الإسرائيلي، من اجل السماح لأهالي الـ48 للدخول بمركباتهم الخاصة إلى جنين عن طريق حاجز الجلمة المحاذي لقرية الجلمة الحدودية مع أراضي الداخل الفلسطيني، نشطّ الحركة التجارية على الرغم من ممنوعات إسرائيلية فرضت لعدم ابتياع بعض السلع.
عشية عيد الاضحى المبارك : جنين تنتعش وفي الشمال ركود !
حركة التسوق والشراء بدأت
واضحة في أسواق جنين
وقال محافظ جنين قدوره موسى، ان الاتحاد الأوروبي وخاصة اللجنة الرباعية والأصدقاء في العالم بذلوا جهدا للضغط على إسرائيل للسماح لمواطني الـ48 الدخول إلى المحافظة'. وبين المحافظ أن السلطات الاسرائيلية سمحت في هذين اليومين لألفي مركبة من داخل الـ48 الدخول إلى جنين. وأوضح مدير عام الغرفة التجارية نصر عطياني، أن حركة التسوق والشراء بدأت واضحة في أسواق جنين التجارية 'التي تكتظ بالمتسوقين والزائرين من أهلنا الـ48، والذين سمح لهم مؤخرا من قبل الاحتلال الدخول بمركباتهم والذي بعث الحياة من جديد في أسواق المدينة وساعد على تنشيط حركة التسوق والشراء عشية اقتراب حلول عيد الأضحى المبارك'.
وأشار عطياني إلى أن حركة البيع في قطاع الملابس لكافة الفئات والأعمار نشطت، حيث لوحظ تحسن بنسبة بلغت حوالي 30%-40%، وقطاع الأدوات المنزلية والنثريات حوالي 25% -30%، أما محلات المواد التموينية فقد تحسنت الحركة فيها بحوالي 10%-15%. وأضاف أن قطاع المطاعم حاز على النسبة الأكبر من التحسن إذ بلغت حوالي 50% لبعض المطاعم، وقد تحسن البيع في محلات الأحذية بحوالي 20% أيضا، 'مع الأخذ بالاعتبار أن الأسعار تعتمد على جودة السلع'.
وتابع: أما المنطقة الصناعية والتي كانت شبه معدمة الحركة والتي دمرها الاحتلال من خلال دك المحلات والورش بالطائرات وقذائف المدفعية أيام الاجتياحات خلال سنوات انتفاضة الأقصى، فقد تحسن الوضع فيها نوعاً ما، حيث بلغت حوالي 30% شاملاً محلات التصليح والميكانيكي والكهرباء للسيارات. من جهته، ناشد رئيس الغرفة التجارية كمال سمودي، التجار بعدم رفع الأسعار والتركيز على زيادة المبيعات بهدف تنشيط الحركة الاقتصادية.