قالت له...
تحبني و أنا ضريرة...
و في الدنيا بنات كثيرة...
الحلوة و الجميلة و المثيرة...
ما أنت الا بمجنون...
و مشفق على عمياء العيون...
********
قال...
بل أنا عاشق يا حلوتي...
و لا أتمنى من دنيتي...
الا ان تصيري زوجتي...
و قد رزقني الله المال...
و ما أظن الشفاء محال...
********
قالت...
ان أعدت الي بصري...
سأرضى بك يا قدري...
و سأقضي معك عمري...
لكن...
من يعطيني عينيه...
و أي ليل يبقى لديه...
********
و في يوم جاءها مسرعا...
أبشري قد وجدت المتبرعا...
و ستبصرين ما خلق الله و أبدعا...
و ستوفين بوعدك لي...
و تكونين زوجة لي...
********
و يوم فتحت أعينها...
كان واقفا يمسك يدها...
رأته...
فدوت صرختها...
أنت أيضا أعمى؟!!...
و بكت حظها الشؤم...
********
لا تحزني يا حبيبتي...
ستكونين عيوني و دليلتي...
فمتى تصيرين زوجتي...
********
قالت...
أنا أتزوج ضريرا... و قد أصبحت اليوم بصيرا.. .
فبكى...
و قال سامحيني...
من أنا لتتزوجيني...
و لكن...
قبل أن تتركيني...
أريد منك أن تعديني...
أن تعتني جيدا بعيوني.
نزار قباني
[